........... |
|
وواحد كالألف إن أمر عنا (١) |
وقال مجاهد : كان وحده مؤمنا ، والناس كلهم كفار (٢).
وقيل : المعنى : كان مؤتما به ، فهو فعلة في معنى : مفعول ، كالنّخبة والرّحلة.
قال ابن مسعود : الأمّة : الذي يعلّم الخير (٣).
(قانِتاً) مطيعا (لِلَّهِ حَنِيفاً) مائلا إلى التوحيد والطاعة. وقد سبق ذكر الحنيف في البقرة.
وفي قوله : (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) تكذيب لكفار قريش ، فإنهم كانوا يقولون : إنهم على ملته.
(شاكِراً لِأَنْعُمِهِ) بدل من «أمّة» ، (اجْتَباهُ) اختصه للنبوة واصطفاه للخلّة ، (وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وهو دين الإسلام.
(وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) وهي التنويه بذكر الثناء عليه ، حتى ليس من أهل دين إلا وهم يتولّونه ويصلّون عليه. هذا معنى قول ابن عباس وقتادة (٤).
__________________
(١) عجز بيت ، وصدره : (والناس ألف منهم كواحد) انظر البيت في : روح المعاني (١٩ / ١٠٥ ، ٢٨ / ٥٤).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٧ / ٢٣٠٦). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ١٧٦) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه الطبري (١٤ / ١٩٠) ، وابن أبي حاتم (٧ / ٢٣٠٦) ، والحاكم (٣ / ٣٠٥) ، والطبراني في الكبير (١٠ / ٥٩ ـ ٦٠). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ١٧٦) وعزاه لعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه.
(٤) أخرجه الطبري (١٤ / ١٩٣) ، وابن أبي حاتم (٧ / ٢٣٠٧) كلاهما عن قتادة. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٥٠٤) ، والسيوطي في الدر (٥ / ١٧٧) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن ـ