(وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (٩) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (١٠) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١١) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٢) وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) (١٣)
قوله تعالى : (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ) أي : تبيين الطريق الموصل إلى الحق بإقامة الحجج وإيضاح البراهين. والقصد : مصدر بمعنى الفاعل ، وهو القاصد. يقال : سبيل قصد وقاصد أي : مستقيم (١). فالمعنى : على الله هداية الطريق ، كقوله : (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) [الليل : ١٢] والمراد : جنس السبيل ، فلذلك قال : (وَمِنْها جائِرٌ) أي : عادل عن الحق.
قال ابن المبارك : يعني : الأهواء والبدع (٢).
وفي قراءة ابن مسعود : «ومنكم جائر» (٣).
(وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) قهرا وقسرا ، ولكنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء على ما تقتضيه الحكمة الإلهية.
__________________
(١) انظر : (اللسان ، مادة : قصد).
(٢) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٥٨) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٤٣٣).
(٣) البحر المحيط (٥ / ٤٦٣) ، والدر المصون (٤ / ٣١٥).