وقرأ ابن مسعود والحسن ومجاهد : «كلمة» بالرفع على الفاعلية (١) ، والضمير في «كبرت» راجع إلى قولهم : «اتخذ الله ولدا». وسمي «كلمة» على مذهب العرب في تسميتهم القصيدة كلمة.
وفي قولهم : (تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) إشارة إلى تعظيم ما اجترؤوا عليه من المنكر الذي من شأن مثله أن لا يذكر ، وأنه مجرد قول لا دليل على صحته ، وهو في موضع نصب صفة ل «كلمة» (٢).
(إِنْ يَقُولُونَ) أي : ما يقولون (إِلَّا كَذِباً).
(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (٦) إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (٧) وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً)(٨)
قوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ) أي : قاتلها ومهلكها أسفا وحسرة عليهم. و «لعل» للإشفاق.
والبخع : أن يبلغ بالذبح البخاع ، وهو عرق مستبطن الفقار ، وذلك أقصى حدّ [الذّبح](٣).
وقوله : (عَلى آثارِهِمْ) أي : من بعدهم.
__________________
(١) إتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٨٨).
(٢) التبيان (٢ / ٩٨) ، والدر المصون (٤ / ٤٣٣).
(٣) الكشاف (٣ / ٣٠٥). وما بين المعكوفين في الأصل : الذابح. والتصويب من الكشاف.