قوله تعالى : (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) أي : لنظهر لكم ونوضح بهذا التدريج والتنقل من حال إلى حال كمال قدرتنا وبليغ حكمتنا ، وأن من قدر على خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ، مع ما بين التراب والماء والدم من المباينة ، ثم جعل العلقة مضغة والمضغة عظاما ، قادر على إنشائكم بعد فنائكم.
قوله تعالى : (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ) كلام مستأنف ، أي : نثبت فيها ما نشاء فلا يكون سقطا ، وما لم نشأ إقراره تمجه الأرحام وتسقطه.
والأجل المسمى : أجل الو لا دة والوضع.
وقرأت على الشيخين أبي البقاء عبد الله بن الحسين اللغوي وأبي عمرو عثمان بن مقبل الياسري : " ونقر" بالنصب (١) ، عطفا على" لنبين". وضعفها الزجاج (٢).
(ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) قال الزجاج (٣) : " طفلا" في معنى أطفال ، ودل عليه ذكر الجماعة.
وقال غيره : المعنى : ثم نخرج كل واحد منكم طفلا.
(ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ) فيه إضمار ، تقديره : ثم نعمركم لتبلغوا كمال قوتكم ، وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين.
(وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ) أي : من قبل بلوغ الأشد ، (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) أخسه وأدونه ، وهو سن الخرف والهرم.
__________________
(١) انظر : الدر المصون (٥ / ١٢٥) ، والبحر (٦ / ٣٢٧).
(٢) انظر : معاني الزجاج (٣ / ٤١٢).
(٣) معاني الزجاج (٣ / ٤١٢).