(إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) أي : يضجّون (١) مستغيثين بالله.
(لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ) على إضمار القول ، أي : يقال لهم : لا تجأروا اليوم (إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ) أي : إنكم من عذابنا لا تمنعون.
وقيل : المعنى : إنكم لا تغاثون ولا تنصرون من جهتنا.
ثم ذكر السبب المقتضي لذلك فقال : (قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ) وهذا مجاز عن تأخرهم عن الإيمان.
قوله تعالى : (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ) نصب على الحال (٢) ، والضمير في" به" كناية عن البيت الحرام شرفه الله تعالى في قول عامة المفسرين (٣) ، وكانوا يفتخرون به ويقولون : نحن أهل الحرم وجوار الله تعالى وسدنة بيته ، فلا يظهر علينا أحد ، فيكون كناية عن غير مذكور.
قال صاحب الكشاف (٤) : والذي سوّغ هذا الإضمار : شهرتهم بالاستكبار بالبيت.
ويجوز أن يرجع الضمير إلى" آياتي" ، إلا أنه ذكّر لأنها في معنى : كتابي.
ومعنى استكبارهم بالقرآن : تكذيبهم به استكبارا.
قوله تعالى : (سامِراً) : نصب على الحال (٥).
__________________
(١) في ب : يصيحون.
(٢) انظر : التبيان (٢ / ١٥١) ، والدر المصون (٥ / ١٩٥).
(٣) انظر : الطبري (١٨ / ٣٨ ـ ٣٩) ، والوسيط (٣ / ٢٩٤) ، والدر المنثور (٦ / ١٠٨).
(٤) الكشاف (٣ / ١٩٦).
(٥) انظر : التبيان (٢ / ١٥١) ، والدر المصون (٥ / ١٩٥).