فإن قيل : كيف الجمع بين هذه الآية وبين قوله : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) [الصافات : ٢٧]؟
قلت : يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة ، ففيه أزمنة مختلفة وأوقات متغايرة يتساءلون في وقت ، ويشغلهم ما خامرهم من الأهوال والشدائد عن السؤال في وقت.
قرأت على قاضي القضاة أبي صالح نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي الحنبلي ، أخبرتكم شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري فأقرّ به قالت : أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد السّلام الأنصاري ، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي البرقاني قال : قرأت على أبي العباس بن حمدان ، حدّثكم محمد بن إبراهيم بن [سعيد](١) البوشنجي (٢) ، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن عدي (٣) ،
__________________
ـ ثقات ، والحاكم (٣ / ١٥٣ ح ٤٦٨٤) وقال : حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، والمقدسي في الأحاديث المختارة (١ / ١٩٧ ح ١٠١) وقال : إسناده حسن ، والبيهقي في الكبرى (٧ / ٦٤ ح ١٣١٧٢).
(١) في الأصل : سعد. والصواب ما أثبتناه ، انظر ترجمته في التعليق التالي.
(٢) محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن بن موسى العبدي ، أبو عبد الله البوشنجي الفقيه المالكي ، ولد سنة أربع ومائتين ، ارتحل شرقا وغربا ولقي الكبار ، وجمع وصنّف وسار ذكره وبعد صيته ، مات في آخر يوم من سنة تسعين ومائتين بنيسابور (سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٨١ ـ ٥٨٩ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٧ ـ ٦٥٩).
(٣) يوسف بن عدي بن زريق بن إسماعيل ، ويقال : بن الصلت بن بسطام التيمي مولاهم ، أبو يعقوب الكوفي ، ثقة ، سكن مصر ، وذهب إليها في التجارة ومات بها في ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين (تهذيب التهذيب ١١ / ٣٦٧ ، والتقريب ص : ٦١١).