قال الزجاج (١) : " كم" في موضع نصب بقوله : " كم لبثتم" ، و" عدد سنين" منصوب ب" كم".
(قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) استقصروا مدة لبثهم في القبور ، وإن كانوا معذّبين ؛ لأن عذابهم فيها بالنسبة إلى عذاب الآخرة كلا عذاب.
أو نقول على القول الأول : استقصروا مدة الحياة ؛ لأنها أيام راحتهم ، وأيام السرور قصار. أو لأن ما تقضّى من الزمان كأن لم يكن.
(فَسْئَلِ الْعادِّينَ) قال مجاهد : هم الملائكة الذي يحفظون أعمال بني آدم ويحصونها عليهم (٢).
وقال قتادة : هم الحسّاب (٣).
وقرأ الحسن البصري والزهري : " العادين" بالتخفيف (٤) ، على معنى : سل الظّلمة الفجرة فإنهم يقولون كما نقول.
وقرئ : " العاديّين" (٥) القدماء المعمّرين ، فإنهم يستقصرونها فكيف بمن دونهم؟.
__________________
(١) معاني الزجاج (٤ / ٢٥).
(٢) أخرجه الطبري (١٨ / ٦٣) ، ومجاهد (ص : ٤٣٥) مختصرا ، وابن أبي حاتم (٨ / ٢٥١٢). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ١٢٢) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه الطبري (١٨ / ٦٣) ، وابن أبي حاتم (٨ / ٢٥١١). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ١٢١) وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٥ / ٤٩٥) ، والدر المصون (٥ / ٢٠٥).
(٥) انظر هذه القراءة في : الكشاف (٣ / ٢٠٨) ، والبحر المحيط (٦ / ٣٩١) نقلا عن الزمخشري.