الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (٦٩) إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٠) وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً) (٧١)
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) السبب في نزولها : ما أخرج الشيخان في الصحيحين من حديث ابن مسعود قال : «سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أي الذنب أعظم؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك؟ قلت : ثم أي؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك ، قلت : ثم أي؟ قال : أن تزاني [حليلة](١) جارك ، فأنزل الله تعالى تصديقها : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ).(٢)
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس : «أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا ، ثم أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن ، لو تخبرنا أنّ لما عملناه كفّارة ، فنزلت : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) ... الآية». (٣)
(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) قال مقاتل (٤) : هذه الخصال ، (يَلْقَ أَثاماً).
قال الخليل وسيبويه : جزاء الأثام (٥).
__________________
(١) في الأصل : بحليلة. والمثبت من الصحيحين ، وب.
(٢) أخرجه البخاري (٦ / ٢٧٣٩ ح ٧٠٩٤) ، ومسلم (١ / ٩١ ح ٨٦).
(٣) أخرجه البخاري (٤ / ١٨١١ ح ٤٥٣٢) ، ومسلم (١ / ١١٣ ح ١٢٢).
(٤) انظر : تفسير مقاتل (٢ / ٤٤٢) ، والوسيط (٣ / ٣٤٦).
(٥) انظر : تهذيب اللغة للأزهري (١٥ / ١٦٠).