(فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ) أي : أدركوا موسى وأصحابه حين شرقت الشمس ، أي : طلعت.
قال الزجاج (١) : يقال : أشرقنا ؛ أي : دخلنا في وقت طلوع الشمس. وقد سبق ذلك في سورة الحجر (٢).
(فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ) أي : تقابلا بحيث يرى أحدهما الآخر (قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) فقال موسى ثقة بالله وبنصره إياه : (كَلَّا) أي : ارتدعوا وازدجروا فلن يدركونا ، (إِنَّ مَعِي رَبِّي) بالمعونة والنصر (سَيَهْدِينِ) إلى طريق النجاة.
(فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ) فيه إضمار ، تقديره : فضربه فانفلق اثني عشر طريقا على عدد الأسباط ، (فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ) أي : كل جزء انفرق منه.
وقرئ شاذا : «كل فلق» (٣) ، والمعنى واحد.
(كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) أي : [كالجبل](٤) العظيم.
(وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) أي : وأزلفنا حيث انفلق البحر الآخرين.
قال الزجاج (٥) : " وأزلفنا" : قربنا الآخرين من الغرق ، وهم أصحاب فرعون.
__________________
(١) معاني الزجاج (٤ / ٩٢).
(٢) عند الآية رقم : ٧٣.
(٣) وهي قراءة أبي المتوكل وأبي الجوزاء وعاصم الجحدري. انظر : زاد المسير (٦ / ١٢٦) ، والدر المصون (٥ / ٢٧٦).
(٤) في الأصل : كاجبل. والتصويب من ب.
(٥) معاني الزجاج (٤ / ٩٣).