صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (٨٥) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (٨٦) وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (٨٩).
قوله : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً) قال ابن عباس : معرفة بالله تعالى وبحدوده وأحكامه (١).
وقال مقاتل (٢) : يعني : الفهم والعلم.
(وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) وفقني لعمل ينظمني في جملتهم ويدخلني في زمرتهم ، فاستجاب الله تعالى دعاءه ، فقال في موضع آخر : (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) [البقرة : ١٣٠].
(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) أي : ثناء حسنا في الذين يأتون من بعدي إلى يوم القيامة.
(وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) مفسر فيما مضى.
فإن قيل : لم خص أباه بسؤال المغفرة له في قوله : (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ)؟
قلت : للموعدة التي وعدها إياه ، على أنه قد قيل : إن أمه كانت مؤمنة ، وقد حكيناه في آخر إبراهيم (٣) عن الحسن البصري.
__________________
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٣٥٦).
(٢) تفسير مقاتل (٢ / ٤٥٥).
(٣) عند الآية رقم : ٤١.