فإذا أخذ في السماع قطع على أهل سبع سموات صلاتهم وتسبيحهم (١).
وسئل يحيى بن معاذ الرازي : أي الأصوات أحسن؟ فقال : مزامير أنس في مقاصير قدس ، [بألحان](٢) تحميد ، في رياض تمجيد ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر (٣).
(فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ)(١٩)
قال المفسرون : لما ذكر الله تعالى تفريق المؤمنين والكافرين ومآل الفريقين ، دلّهم على السبب الموصل لهم إلى الجنة ، وهو تنزيهه عن كل سوء ، والثناء عليه في هذه الأوقات لتجدد نعم الله تعالى فيها على عباده ، فذلك قوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ).
ذهب جمهور المفسرين إلى أن المراد بالتسبيح : الصلاة ، أي : سبّحوا الله (حِينَ تُمْسُونَ) : أي : تدخلون في وقت المساء ، (وَحِينَ تُصْبِحُونَ) : أي : تدخلون في وقت الصباح ، (وَحِينَ تُظْهِرُونَ) : تدخلون في وقت الظهيرة.
قال ابن عباس : جمعت هذه الآية الصلوات الخمس ومواقيتها ، «حين
__________________
ـ (٦ / ٤٨٦) وعزاه لابن عساكر.
(١) ذكره القرطبي في تفسيره (١٤ / ١٢).
(٢) في الأصل : في بالجنان. والمثبت من زاد المسير (٦ / ٢٩٣).
(٣) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٢٩٣).