قوله تعالى : (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ) قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم : «تصعّر» بتشديد العين من غير ألف. وقرأ الباقون : «تصاعر» بألف مع تخفيف العين (١).
قال أبو علي (٢) : هما لغتان ، مثل : ضاعف وضعّف. وقال أبو الحسن : «تصاعر» لغة أهل الحجاز ، و «تصعّر» لغة تميم. والمعنى فيه : لا تتكبر على الناس ولا تعرض عنهم تكبرا عليهم.
قال أبو عبيدة (٣) : أصل هذا من الصّعر الذي يأخذ الإبل في رؤوسها وأعناقها.
قال أبو علي (٤) : كأنه يقول : لا تعرض عنهم ، ولا تزورّ كازورار الذي به هذا الدّاء الذي يلوي منه عنقه ويعرض بوجهه.
قال ابن عباس : هو الذي إذا سلّم عليه لوى عنقه كالمستكبر (٥).
وقال مجاهد : هو الرجل يكون بينه وبين أخيه الحنة ـ الصّدّ ـ فيراه فيعرض عنه (٦).
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ٢٧٣) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٥٦٥) ، والكشف (٢ / ١٨٨) ، والنشر (٢ / ٣٤٦) ، والإتحاف (ص : ٣٥٠) ، والسبعة (ص : ٥١٣).
(٢) الحجة (٣ / ٢٧٣).
(٣) مجاز القرآن (٢ / ١٢٧).
(٤) الحجة (٣ / ٢٧٣).
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٩ / ٣٠٩٩). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥٢٤) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٦) أخرجه الطبري (٢١ / ٧٥).