سورة الروم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وهي ستون آية في العدد الكوفي ، وستون إلا آية في العدد المدني ، وهي مكية بالإجماع.
والسبب في نزولها : «أنه كان بين فارس والروم حرب ، فغلبت فارس الروم ، فشقّ ذلك على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ؛ لكون الروم أهل كتاب ، وفرح المشركون بذلك ؛ لما بينهم وبين فارس من الاشتراك في الإشراك والاتحاد في التكذيب بالمعاد. وقال كفار قريش لأصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم : لئن قاتلتمونا لنظهرن عليكم كما ظهر إخواننا على إخوانكم ، فأنزل الله تعالى : (الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ...) الآيات فخرج بها أبو بكر الصديق إلى المشركين فقالوا : هذا كلام صاحبكم فقال : الله أنزل هذا ، وكانت فارس قد غلبت الروم حتى اتخذوهم شبه العبيد. فقالوا لأبي بكر : نراهنك على أن الروم لا تغلب فارس ، وكان الذي راهنه أبيّ بن خلف ، وقيل : أبو سفيان بن حرب ، وذلك قبل تحريم الرهان ، فقالوا لأبي بكر : اجعل بيننا وبينك أجلا ننتهي إليه ، فسمّوا بينهم ست سنين ، فلام المسلمون أبا بكر على تسمية الست ، وقالوا : هلّا قررتها كما أقرّها الله تعالى ، لو شاء الله أن يقول : ستا لقال ، فمضت الست قبل أن تظهر الروم ، فأخذ المشركون رهن أبي بكر ، فلما دخلت السنة السابعة ظهر الروم على فارس» (١).
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٥ / ٣٤٤ ح ٣١٩٤) من حديث نيار بن مكرم الأسلمي ، وأخرج الحاكم (٢ / ٤٤٥) نحوه عن ابن عباس وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، والطبري ـ