ولما كان غسل داخل الحجرة المعطرة كل سنة فى اليوم التاسع من ربيع الأول وفى غرة رجب الفرد والثامن عشر من ذى القعدة من الأصول المتبعة فإنها تطيّب وتغسل فى الأيام المذكورة.
وإن كان قد خصص ثلاثة أيام لغسل الحجرة المعطرة إلا أن القيام بهذا العمل على ما هو المطلوب غير ممكن لذا أضيف لتلك الأيام المذكورة يوم لكل واحد منها ففى الأيام الأولى تنظف وتغسل الشمعدانات والقناديل. وفى اليوم الثانى ينظفون داخل الحجرة المنيفة وخارجها ويعطرونها وفق الأصول الآتية : ـ
صورة غسل حجرة السعادة
يقف أغوات الخبزيين العجمى كلهم أمام الباب الشامى منقسمين إلى ثلاث فرق ـ وذلك فى الأيام التى تغسل فيها وتمسح الحجرة المعطرة ـ وفى أيادى فرقة منهم مقاشط خاصة بالحجرة المعطرة والفرقة الثانية معهم مكانس مصنوعة من سعف النخيل والفرقة الثالثة يمسكون بقطع من الإسفنج الكبير ويرتب كلهم صفوفهم ، ثم يفتحون الباب الشريف المذكور ويدخلون فى داخل الحجرة المعطرة بكل أدب وسكون يقشطون ما يلزم قشطه وبعد أن يكنسوها جيدا ويمسحونها بقطع الإسفنج ثم يخرجون واحدا تلو آخر خارج شبكة القبر الشريف يوزعون الباقى من الماء المستعمل على سادات سكان المدينة فينالون العطايا.
ويستمر الأغوات الذين فى داخل الحجرة الشريفة فى أثناء الغسل فى ذكر «لا إله إلا الله محمد رسول الله» والأشخاص الذين اجتمعوا فى الحرم الشريف من أصحاب الشوق والإخلاص يصلون ويسلمون على النبى صلى الله عليه وسلم فى صوت واحد ، ولا يستطيع أصحاب الوجد أن يمسكوا دموعهم فى هذا الوقت الذى قد امتلأ فيه مسجد السعادة بالصفاء والدهشة والمهابة وهذه الحالة المليئة بالروحانية لا يمكن وصفها ولا بد من رؤيتها رؤية العين.
الخدمة الدائمة للخدم :
لما كان نيل سعادة خدمة الحجرة المسعودة غير ممكن التصور لأنها خدمة عظيمة