٤ ـ تلاميذ الشيخ الطوسي
لا نملك معلومات دقيقة عن السنة التي فيها بدأ الشيخ إلقاء محاضراته ودروسه ببغداد ، وبرغم انه كان مؤهلاً لأن يتصدر حلقة طلابه ويلقى عليهم دروسه بعد وفاة الشيخ المفيد ، لكن لم تصلنا معلومات تفيد حصول ذلك ، ولعل الشيخ كان متفرغاً للاستزادة من العلوم خاصة أيام زعامة الشريف المرتضى (٤١٣ ـ ٣٣٦ ه) ، حيثُ لحق به ، ولازمه ملازمة قريبة ، وكان من المقربين عنده ، والمؤيّدين لزعامته ، ويُستبعد أن لا يكون للشيخ طلابٌ أو حلقة دراسية في هذه الفترة الطويلة التي دامت ثلاث وعشرين سنة ، خاصة إذا لاحظنا أنّ الشيخ كان مؤهلاً لذلك في بداية هذه الفترة ، ويكفي للدّلالة على أهليته أنّه شرع تصنيف كتابه (تهذيب الأحكام) في حياة شيخه المفيد وأكمله بعد وفاته ، والكتاب بنفسه كافٍ لإبراز شخصيته العلمية وتبحره في الفقه. وفي كل الأحوال فانّ الشيخ تصدّر زعامة الإمامية عام ٤٣٦ ه ، فصار شيخ الطائفة ، وزعيمها ، ومعلّمها