الله يغضب إن تركت سؤاله |
|
وابن آدم حين يسأل يغضب |
وقد وعدنا الله تعالى بالكرامة على أنواع من الطاعات ؛ فأكرم الساجد بالقربة ، ودخول البيت الحرام بالأمن. والجهاد بالجنة. والصدقة بأضعافها. والزكاة بالفلاح. والدعاء بالإجابة ؛ لكن العلّة منّا وإلينا ، وشؤم نفوسنا عائد علينا ، كما قال إبراهيم بن أدهم لما قالوا له : يا أبا إسحاق ؛ الله يقول : ادعونى أستجب لكم ؛ ونحن ندعوه ولا يستجيب لنا؟ فأطرق ساعة وقال : لأنّ قلوبكم ماتت فى عشرة أشياء ؛ فقالوا : هاتها. قال : عرفتم الله ولم تؤدّوا حقّه ، وقرأتم كتابه ولم تعملوا به ، وعرفتم رسوله وتركتم سنّته. وقلتم الشيطان لنا عدوّ فوافقتموه ، وادعيتم حبّ الجنة ولم تعملوا لها. وقلتم نخاف النار ووهبتم لها أبدانكم. وقلتم : الموت حقّ ولم تتهيئوا له. وانتبهتم من النوم واشتغلتم بعيوب إخوانكم. وأكلتم رزقه ولم تشكروه. ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم ؛ فأنّى يستجاب لكم!
وفى الحديث ما يعضده قوله : مطعمه حرام ، وملبسه حرام ، ويقول : يا رب ، يا رب ؛ فأنّى يستجاب له!
وصدق الصادق المصدوق ؛ فإن الدعاء مثل الطائر ، وكيف يطير مقصوص الجناح.
فاجتهد فى إخلاص المطعم والملبس ، وتخيّر أوقات الإجابة وأما كنها المفضّلة فى الحصن الحصين لابن الجزرى ؛ وخصوصا بعد الأذان ، وقبل الإقامة ، وبعد الصلوات ، وخصوصا صلاة الجمعة ؛ والسّحر أسرع إجابة لخلوّك بالمحبوب.