بسم الله الرّحمن الرّحيم
حرف الفاء
(فِسْقٌ) : أصله الخروج ، وتارة يرد بمعنى الكفر ، وبمعنى العصيان ؛ وكلّ خارج عن أمر الله فهو فاسق. يقال فسقت الرّطبة إذا خرجت عن قشرها.
(فَما فَوْقَها)(١) : الضمير راجع للبعوضة. ولما ذكر الله فى القرآن الذباب والنمل والعنكبوت عاب الكفّار ذلك. فأنزل الله (٢) : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها).
قال قطرب : الحروف المقطعة والأمثال وضعها الله لإطفاء شغف الكفار حيث قالوا (٣) : (لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ) ؛ فوضع الله هذه الحروف والأمثال يسمعونها ، لأنها عربية لم يسمعوها قبل ذلك ، ثم يبلغ الرسول رسالته بعد ذكرها ذلك.
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها)(٤) ؛ أى عن الجنة أو عن الشجرة ؛ والزلل متعد من زلل القدم. وأزلهما بالألف من الزوال ، وضمير التثنية لآدم وحواء ؛ وكذا (٥) فأخرجهما مما كانا فيه.
والصحيح كما قدمنا أن آدم أكل منها نسيانا ، وحلف له إبليس ، فظنّ
__________________
(١) البقرة : ٢٦
(٢) البقرة : ٢٦
(٣) فصلت : ٢٦
(٤) البقرة : ٣٦
(٥) فى إعادة الضمير على آدم وحواء.