كونوا قردة خاسئين. فأرسلنا عليهم رجزا من السماء. والله محرج ما كنتم تكتمون.
(فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ)(١) ؛ أى جعلناه فرقا ، اثنى عشر طريقا على عدد الأسباط. والبحر المراد به القلزم.
(فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)(٢) : روى أنّ من يعبد العجل قتل من عبده حتى بلغ القتل فيهم سبعين ألفا ، فعفا الله عنهم.
(فَتابَ عَلَيْكُمْ)(٣) : قبله محذوف لدلالة الكلام عليه ، وهو فحوى الخطاب ؛ أى فعلتم ما أمرتم به من القتل فتاب عليكم.
(فَانْفَجَرَتْ)(٤) : قبله محذوف تقديره : فضربه فانفجرت ، أى سالت. ومنه انفجر ؛ وكان هذا الاستسقاء فى فحص التّيه ، وكان الحجر من جبل الطور ، وهو المشهور ؛ لأنه أبلغ فى الإعجاز ؛ ولهذا كانوا يجدونه فى كل مرحلة.
ولا خلاف أنه كان حجرا مربّعا منفصلا له أربع جهات كانت تنبع من كلّ جهة ثلاث عيون إذا ضربه موسى عليهالسلام ، وإذا استغنوا عن الماء ورحلوا جفّت العيون.
وقيل إن هذا الحجر هو الذى وضع موسى ثوبه عليه ففرّ بثوبه ، ومرّ على ملأ من بنى إسرائيل حين رموه بالأدرة (٥) ، فلما وقف أتاه جبريل عليهالسلام ، فقال له : إن الله تعالى يقول لك : ارفع هذا الحجر ، فإنّ لى فيه قدرة ، ولك فيه معجزة ؛ فرفعه ووضعه فى مخلاته. وكان موسى ضربه اثنتى عشرة ضربة ،
__________________
(١) البقرة : ٥٠
(٢) البقرة : ٥٤
(٣) البقرة : ٥٤
(٤) البقرة : ٦٠
(٥) الآدر والمأدور : من يصيبه فتق فى إحدى خصيتيه (القاموس).