وتعدّ هذه التوثيقات من متفرّدات الإمامية ولاسيّما فيما يخصّ التصنيف في علم الرجال.
١ ـ التوثيقات الخاصّة :
ويثبت التوثيق الخاص بوجوه نذكرها تباعاً :
ـ نصّ أحد المعصومين عليهمالسلام :
ممّا تثبت به الوثاقة أن ينصّ على ذلك أحد المعصومين عليهمالسلام ، وهذا لاإشكال فيه ، إلاّ أنّ ثبوت ذلك يتوقّف على إحرازه بالوجدان أو برواية معتبرة ، والوجدان وإن كان غير متحقّق في زمان الغيبة إلاّ نادرا إلاّ أنّ الرواية المعتبرة موجودة كثيراً (١) ، كما أنّ شهادة المعصوم عليهالسلام بوثاقة شخص فلا إشكال في كون ذلك طريقاً لإثبات الوثاقة ، ولكن ينبغي أن لا يكون التوثيق للراوي نفسه وإلاّ كان ذلك أشبه بالدور(٢).
ـ نصّ أحد الأعلام المتقدّمين :
وتثبت الوثاقة عندما ينصّ على ذلك أحد الأعلام كالبرقي وابن قولويه والكشّي والصدوق والمفيد والنجاشي والشيخ الطوسي وأضرابهم ، وهذا لا إشكال فيه من جهة الشهادة وحجّية الثقة ، ولا يعتبر في حجّية خبر الثقة العدالة ، ولهذا نعتمد على توثيقات أمثال ابن عقدة وابن فضّال وغيرهما(٣) ؛ لأنّ توثيقات المتقدّمين تقوم على الحسّ لا على الحدس ، فإنّ
__________________
(١) طبقات الرواة ١/٣٩.
(٢) دروس تمهيدية في القواعد الرجالية : ١١٠ ، منتهى المقال : ١٤٤ ـ ١٤٥ ، بحوث في مباني علم الرجال : ١١٩ ، وينظر : كلّيات علم الرجال : ١٥١ ـ ١٥٢ ، دروس في علمي الرجال والدراية : ٢٥ ـ ٢٦.
(٣) معجم رجال الحديث ١/٤٠ ، وينظر : دروس تمهيدية : ١١١ ـ ١١٦.