مدّعي الإجماع نفسه منضمّاً إلى دعوى توثيقات أشخاص آخرين ، بل إنّ دعوى الإجماع على الوثاقة يعتمد عليها حتّى إذا كانت الدعوى من المتأخّرين ، فإنّ هذه الدعوى تكشف عن توثيق بعض العلماء لا محالة ، وهويكفي في إثبات الوثاقة(١).
ـ حسن الظاهر :
وهو من الطرق الخاصّة للتوثيق ، وهذا ممّا لم يتعرّض له علماء الرجال على الرغم من أهمّيته اللهمّ إلاّ ما أشار إليه بعض المتأخّرين ، والمرادبحسن الظاهر أن تكون أفعاله بحسب ما ينقل في ترجمته موصوفة بالحسن من إقامة الجماعة وبثّ أخبار أهل البيت عليهمالسلام وما شابه ذلك ممّا لا يخفى على أحد حسنه ، وهذا الطريق دليله ما ثبت في علم الفقه من أنّ حسن الظاهر كاشف تعبّدي عن العدالة ، فكما ثبت هناك أنّ حسن الظاهر يكفي لثبوت عدالة شخص فهي كافية لثبوت وثاقته ، لأنّ العدالة أرقى من الوثاقة(٢).
ـ سعي المستنبط إلى جمع القرائن :
إنّ سعي المستنبط إلى جمع القرائن والشواهد المفيدة للاطمئنان بوثاقة الراوي أو خلافها من أوثق الطرق ، ولكن سلوك ذلك الطريق يتوقّف على وجود قدرات في السالك أهمّها التسلّط على طبقات الرواة والإحاطة بخصوصيّات الراوي من حيث المشايخ والتلاميذ وكمّية رواياته من حيث الكثرة والقلّة ومدى ضبطه ، وبما أنّ سلوك هذا الطريق فيه مشاقٌّ عظيمة
__________________
(١) معجم رجال الحديث ١/٤٥ ، كلّيات علم الرجال : ١٥٦ ـ ١٥٧ ، بحوث في مباني علم الرجال : ١٢٢.
(٢) منتهى المقال : ١٥٢ ـ ١٥٣ ، كلّيات علم الرجال : ١٥٧.