في الموارد الرجالية(١).
وبذلك لا غبار على اعتماد المنقولات من غير الأصول الخمسة وإن لم يكن للناقل طريق روائي إلى صاحب الكتاب الذي نقل عنه إذا صحّت تسمية الكتاب إلى صاحبه(٢).
رابعاً : التعارض بين الجرح والتعديل :
عند تعارض الجرح والتعديل في رجل نلاحظ أنّ أرباب الرجال ينقسمون إلى قسمين ، فمنهم من يقدّم الجرح مطلقاً ومنهم من يقدّم التعديل(٣) ، وذلك لأنّ المعدّل خبّر عمّا ظهر من حاله ، والجارح يشتمل على زيادة الاطلاع لأنّه يخبر عن باطن خفيّ على المعدّل ، فإنّه لا يعتبر فيه ملازمته في جميع الأحوال ، فلعلّه ارتكب الموجب للجرح في بعض الأحوال التي فارقه فيها(٤).
ومجمل هذه المسألة هو أن يأتينا توثيق لراو (تعديلاً أو توثيقاً أو تحسيناً) ويأتينا في مقابله تجريح له فأيّهما يقدّم ويؤخذ به ويعتمد عليه؟ وقدوصلت الأقوال في هذه المسألة إلى تسعة أقوال ، ولكن المهمّ منها هو الآتي :
١ ـ تقديم الجرح مطلقاً وهو القول المشهور ، ويستدلّ له بأنّ الموثّق للراوي يخبر عمّا يعرفه من ظاهر حاله والمجرِّح يخبر عمّا اطّلع عليه من باطن خفيّ على الموثّق ، فالتعارض يقوم على إثبات المعصية من قبل
__________________
(١) الفوائد الرجالية : ٨٢.
(٢) أصول علم الرجال : ١١٨.
(٣) الرواشح السماوية : ١٦٩.
(٤) الدراية : ١١٧.