فظاهر الفتاوى والنصوص حرمته مؤكّدة ، فقد أرسل المحقّق في المعتبر عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه (من صدّق منجّماً أو كاهناً فقد كفر بما اُنزل على محمّد (صلى الله عليه وآله)) ، وهو يدلّ على حرمة حكم المنجّم بأبلغ وجه ...»(١).
ميزة منهج المكاسب :
أهمّ ما ميّز منهجية الشّيخ الأنصاري هو استيعابه للمسائل المبحوثة وبيان أقوال الفقهاء فيها وردّها أو تأييدها ، واستعراض الأدلّة الشرعية والعقلية ، والإشارة إلى نماذج تطبيقية للقواعد والأحكام ، وعدم الغفلة عن التنبيهات التي تتّحد مع الحكم ولكنّها تغاير الأصل.
وجانب آخر من منهجية المصنّف هو ابتكاره لقواعد فقهية ، مثل التركيزعلى (أصالة اللزوم) في العقود ، فبحثها في بيع المعاطاة وخيارات البيع ، واستدلَّ عليها بآية (أَوْفُوا بِالْعُقُوْدِ)(١) وآية (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ)(٢) وآية (إلاّ أَنْ تَكُوْنَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاض مِّنْكُم)(٣) وآية (لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ)(٤) ، وحديث : (لا يحلّ مال امرى مسلم إلاّ بطيب نفسه) وحديث : (الناس مسلّطون على أموالهم) وحديث : (المؤمنون عند شروطهم) وحديث : (البيعان بالخيار ما لم يفترقا فإذا افترقا وجب البيع) ، وذلك المنهج عمّق البحوث الفقهية النظرية وربط بين النظرية والمصداق على أتمِّ وجه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المكاسب ١ / ٢٠١ ـ ٢٠٥.
(٢) سورة المائدة ٥ : ١.
(٣) سورة البقرة ٢ : ٢٧٥.
(٤) سورة النساء ٤ : ٢٩.
(٥) سورة البقرة ٢ : ١٨٨.