المسائل المعدودة التي يتّفق أهل البيت عليهمالسلام كلُّهم على اختلافهم عليها»(١).
رابعاً : التصريح بعدم الوقوف على نصٍّ : ومن أخلاقية فقهاء أهل البيت عليهمالسلام أنّهم إذا افتقدوا المصادر صرّحوا بعدم وقوفهم على نصٍّ للإمامية. يقول المصنِّف في مسألة أنّه لا فرق في الطهارة بين ورود الماء على النجاسة أو العكس : «لا أعرف فيها نصّاً لأصحابنا ولا قولاً صريحاً» ، ثمّ ذكرقول الشافعي ومخالفة سائر الفقهاء له فقال : «ويقوى في نفسي عاجلاً ـ إلى أن يقع التأمّل لذلك ـ صحّة ما ذهب إليه الشافعي ، والوجه فيه أنا لو حكمنابنجاسة الماء القليل الوارد على النجاسة لأدّى ذلك إلى أنّ الثوب لا يطهِّر من النجاسة إلاّ بإيراد كرٍّ من الماء عليه ، وذلك يشقّ ، فدلّ على أنّ الماء إذاورد على النجاسة لا يعتبر فيه القلّة والكثرة كما يعتبر فيما ترد النجاسة عليه»(٢).
٤ ـ منهج تذكرة الفقهاء :
وكتاب تذكرة الفقهاء للعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) كتاب فقهي استدلالي مقارَن في سبعة عشر مجلّداً ، وصلنا منه من بداية الطهارة إلى كتاب النكاح. يقول في أوّل كتابه : «قد عزمنا في هذا الكتاب الموسوم بتذكرة الفقهاء على تلخيص فتاوى العلماء وذكر قواعد الفقهاء ، على أحقِّ الطرائق وأوثقها برهاناً وأصدق الأقاويل وأوضحها بياناً ... وأشرنا في كلِّ مسألة إلى الخلاف واعتمدنا في المحاكمة بينهم طريق الإنصاف»(٣).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الناصريّات : ٢٤٤.
(٢) الناصريّات : ٧٢ ـ ٧٣.
(٣) تذكرة الفقهاء ١ / ٤.