يبالغ طمعاً بكسب يناله أو مغنماً دنيويّاً ، وإنّما كان غرضه رضا الله سبحانه ورضا الرسول (صلى الله عليه وآله) ورضا إمام الموحّدين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام المظلوم المسلوب حقّه ، وقد استطاع الشاعر أن يختزل لنا الواقعة من خلال قاموس ألفاظه وإنْ دلّت فإنّما تدلّ على شاعريّته ِ.
وبما أنّ القصيدة هي من البحر البسيط الذي عروضه مخبونة ، وهو بحر غزير بالموسيقى يجود في كلّ ما له صلة بالشّجن ، إذ نجد علاقة ما بين الموسيقى الشعرية المتمثّلة بالبحر العروضي والقافية والانسجام الصوتي الحاصل من التناسق المعنوي بين ألفاظ القصيدة والمضمون الشعري ، فإذا جئنا للقافية وجدناها نونية مكسورة ووجدنا أنّ مخرجها من اللّسان وطرف اللّثة ، ومعنى هذا أنّ حرف النون حرفٌ أنفيّ مجهور وإظهاره هو الأصل في اللغات السامية.
وقد اختُلف في تسمية القصيدة ، فعبّروا عنها تارة بـ : (القصيدة المسيحية) ، وتارة أخرى بـ : (الغديريّة). واختُلف ـ أيضاً ـ في عدد أبياتها ، فقدقيل : إنّها (٧٠) أو (٩٠) أو (١٠٠) بيتاً ، ذُكر في النسخة التي بأيدينا (٩٠) بيتاً ، وذكر العلاّمة الأميني منها في الغدير ١١ : ٤٨٥ ـ ٤٨٨ (٥٩) بيتاً ، وذكر محمّد بن عليّ ابن الشيخ بشارة آل موحى النجفي في نشوة السلافة ومحلّ الإضافة منها (١٦) بيتاً ، والأبيات هي : ٦ و ٧ و ١٦ و ١٨ و ٢٧ و ٣١ ـ ٣٤ و ٣٧ و ٤٢ و ٤٣ و ٦٩ و ٧٩ و ٨٩ و ٩٢ نقلها عنه السيّد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة ٩ : ٤١٣. وذكر القصيدة أيضاً السيّد أحمد بن محمّد العطّار الحسني البغدادي المولود سنة ١١٢٨هـ والمتوفّى سنة ١٢١٥ هـ في الجزء