كلمة العـدد :
الزمن الرديء
هيئة التحرير
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد مرّت الفتن كقطع اللّيل المظْلم تدوس الناس بأخْفافها وتطأهم بأظْلافها ، وتوالت حقب من الزمان يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ، وظهرفي الأفق مسوخ يمْتطون مطيّة الانْحطاط الفكْري ، فمنْ ركبها ذلّ ومنْ صحبها ضلّ! ، هي الجهْل بعيْنه وجعْجعة لا نرى لها طحْناً ولا طحيناً ، وقدخلت لهم الساحة ، ولم يكن هناك في الأفق بصيص أمل ، وساعدهم على ذلك خضْراء الدمن عوْلمة سافرة تحرق الأخضر واليابس وتخلط الحابل بالنابل ، وتتستّر بأسماء برّاقة وزخْرف القوْل وخليط من حثالات الثقافات تحملها نفوس مريضة تزرع الريح لكنّها لا تعلم بأنّها سوف تحْصد العاصفة ، وأنّ الشوْك لا يثْمر العنب ، وأنّ المكْر السىّء لا يحيق إلاّ بأهْله ، وأنّ فاعل الخيْر خيْر منْه ، وفاعل الشرّ شرّ منْه.
وفي هذا الزمن الرديء تراهم يسْبحون في ماء آسن ويجْرعون من ماءآجن ، وهم كالباني الذي أسّس بنْيانه على الملْح ، حتّى أصْبحنا لا نعلم