السادس) وهو أوّل شارح لكتاب النهج ، ونقل عنه في أكثر من سبعين مورداً ، وجعله جزأين ، فرغ من أوّلهما في التاسع من ربيع الآخر سنة ٥٥٢ هجرية ، ومن ثانيهما ١٣ جمادى الأُولى سنة ٥٥٢ هجرية.
ويعتبر شرحه هذا أوّل شرح موجود بين أيدينا من شروح النهج الكثيرة ، ووصلت إلينا نسخة فريدة منه ، محفوظة في المكتبة الرضويّة ـ على صاحبها آلاف التحيّة والسلام بمشهد المقدّسة ، وطبع محقّقاً عليها بحمد الله تعالى(١).
قيمة نسخة ابن فندق من النهج :
سلف آنفاً أنّ شيخنا الأديب ابن فندق البيهقي سمع وقرأ وروى
__________________
(١) قال سيّد المحقّقين العلاّمة عبد العزيز الطباطبائي اليزدي رحمهالله : «منه مخطوطة فريدة ... كتبهاالتاج الكرماني وفرغ منها ١٤ صفر سنة ٧٠٥ هـ ، كما جاء في نهاية الجزء الأوّل. ولكن المخطوطة فيما يبدو أجد من هذا ، وربّما كتبت في القرن التاسع أو العاشر على نسخة التاج الكرماني ، وهذا التاريخ للمنتسخ منه ، وهي نسخة خالية عن الإعجام ، صعبة القراءة ... طبع حتّى الآن طبعة واحدة سنة ١٤٠٩هـ من منشورات مكتبة المرعشي في قم ، بتحقيق الأُستاذ محمّد تقي دانش پژوه ، الخبير الماهر في هذا الفنّ ، والله يعلم ما قاسى في قراءته وتصحيحه حتّى بلغ به إلى هذه المرحلة ، ولولاه لم ينشر الكتاب ، فكم أقدموا على تحقيقه وأحجموا ، وقد بقي الكتاب بحاجة إلى جهد مستأنف لتصحيح أخطائه ويكمل تحقيقه ، قيّض الله في العاملين من يقوم به ، إنّه وليّ التوفيق».
ثمّ طبع الكتاب مرّة أُخرى بتحقيق أسعد الطيّب في قم المقدّسة ، بطلب من السيّد الطباطبائي عنه وإعطائه النسخة الخطّيّة من هذا الكتاب ومتابعته للعمل فيه ، ولكنّه طبع بعد ماانتقل السيّد إلى رحمة الله تعالى فحشره الله مع مولاه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام.