طوال عشرين عاماً أو أكثر ـ حسب اختلاف العلماء في مدّة إقامته (صلى الله عليه وآله) بمكّة ، هل هي عشر سنوات أو ثَلاث عشرة سنة ، أمّا إقامته بالمدينة فعشر سنين بالاتفاق ـ قال سبحانه : (إِنَّاأنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) ، وقال تعالى : (وَهذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) (٢) ، وقال عزَّوجلَّ : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة مُبَارَكَة إِنَّا كُنَّامُنذِرِينَ) (٣) ، وقال تعالى : (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبالْحَقِّ نَزَلَ وَمَاأَرْسَلْنَاكَ إِلاَّمُبَشِّراً وَنَذِيراً) (٤) ، وقال تعالى شأنه : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ) (٥) ، وقال تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ *عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ) (٦) ، ونظائرها كثير في القرآن الكريم.
ويمكننا أن نسمّي هذه المرحلة من الإنزال بمرحلة جمع الإنزال الكلّي للقرآن(٧) ، وقد يكون هذا الإنزال قد تكرّر مرّتين ، مرّة إلى البيت
__________________
(١) سورة القدر : ١.
(٢) سورة الأنعام : ٩٢.
(٣) سورة الدخان : ٣.
(٤) سورة الإسراء : ١٠٥.
(٥) سورة البقرة : ١٨٥.
(٦) سورة الشعراء : ١٩٣ ـ ١٩٤.
(٧) الجمع يأتي عموماً على أربعة معان :
الأوّل : الحفظ ، ومنه قوله تعالى (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) ويقال للحفّاظ : (جمّاع القرآن).
الثاني : الجمع في مكان واحد ، سواء كان مرتّباً أم غير مرتّب ، وذلك قبل حصره ما بين الدفّتين.