المعمور واُخرى على صدر النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله).
المرحلة الثانية : النزول التدريجي على ما قضت به حكمة البارئ وفْق الحاجة والأحداث والمبرّرات؛ لأنّه جلّ وعلا نزَّله جملة واحدة ثمّ فرّق تنزيله منجَّماً على رسوله (صلى الله عليه وآله) ، سورة سورة ثمّ آية آية.
قال الطيّبي : «أُنزل القرآن أوّلا جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثمّ نزل مفرّقاً على حسب المصالح ، ثمّ أثبت في المصاحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ»(١) فقال سبحانه : (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) (٢) ، وقال تعالى : (وَإِن مِّن شَيْء إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَر مَعْلُوم) (٣) ، وقال تعالى : (وَقُرْآناًفَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْث وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا) (٤) ، وقال تعالى : (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَدُنْ حَكِيم خَبِير) (٥) ، وقال تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَـةً وَاحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا * وَلاَيَأْتُونَكَ بِمَثَل إِلاَّ
__________________
الثالث : الجمع مرتّباً منظّماً محصوراً ما بين اللوحين ، وهو ما يسمّى اليوم بالمصحف.
الرابع : جمع الناس على قراءة واحدة ومصحف واحد.
(١) الاتقان للسيوطي ١ / ١٧١ / ٨١١.
(٢) سورة القيامة : ١٦ ـ ١٧.
(٣) سورة الحجر الآية : ٢١.
(٤) سورة الإسراء : ١٠٦.
(٥) سورة هود : ١.