بعد موته من الأجر إلاّ ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته وهي تجري بعد موته ، وسنّة هدىً سنّها ، فهي يُعمل بها بعد موته ، وولد صالح يدعو له»(١) ، وروى نحوه الصدوق (ت ٣٨١هـ) في الخصال ١٥ / ١٨٤.
وفي رواية ثانية عن الإمام الصادق عليهالسلام : «ستّة تلحق المؤمن بعد موته ، ولد يستغفر له ، ومصحف يخلّفه ، وغرس يغرسه ، وقليب يحفره ، وصدقة يجريها ، وسنّة يؤخذ بها من بعده»(٢).
وغيرها من الأخبار(٣) التي دلّت على أنّ المراد من (الصدقة) و (الصدقة الجارية) في لسان الأحاديث والروايات إنّما هو (الوقف) ، ولا شكّ أنّ أوّل من شرّع الوقف وحثّ عليه هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ووقف الإمام أميرالمؤمنين عليهالسلام وسيّدة النساء فاطمة عليهاالسلام (٤) ومن قدر من الصحابة على ذلك(٥).
وسوف نستعرض موقوفات رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين عليهالسلام والصدّيقة فاطمة عليهاالسلام وبعض أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وقبل ذلك نتحدّث
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٩ / ١٧٢ ، كتاب الوقوف والصدقات ، باب ١ استحبابها ، ح٢.
(٢) نفس المصدر ، ح٥.
(٣) نفس المصدر ، ح٢ ، ٣ ، ٤ ، ١٠.
(٤) انظر : نفس المصدر٢ ونفس الباب ح١ ، ٦ ، ١٠.
(٥) البحر الزخّار ٥/١٤٧ ـ ١٤٨ ، قال جابر بن عبدالله الأنصاري : «ما بقي أحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذو مقدرة إلاّ وقف» انظر : المغني ، لابن قدامة المقدسي ٨/١٨٥.