السنّة والحديث إلاّ نادراً ، وإنّما التعبير الشائع في السنّة وأحاديث الأئمّة عليهمالسلام هو الصدقة ، والصدقة الجارية(١).
وهذا واضح لمن راجع الأحاديث الشريفة ؛ ففي أوقاف أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء عليهماالسلام : «هذا ما تصدّق به عليٌّ وفاطمة»(٢).
وقال الفقيه البحراني : «لا يخفى على من له أنس بالأخبار ، ومن جاس خلال الديار ؛ أنّ الوقف في الصدر الأوّل ـ أعني زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وزمن الأئمّة عليهمالسلام ـ إنّما يعبّر عنه بالصدقة»(٣).
وجاء في كثير من الأحاديث ما يؤكّد رجحانه وفضله والترغيب في إيجاده ، فعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : «إذا مات المؤمن انقطع عمله إلاّ من ثلاثة : ولد صالح يدعو له ، وعلم ينتفع به بعد موته وصدقة جارية»(٤).
وقد استفاض هذا المضمون في روايات أهل البيت عليهمالسلام وأخبارهم : روى هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليهالسلام ، أنّه قال : «ليس يتبع الرجل
__________________
(١) تحرير المجلّة ٥ / ١٣٨.
(٢) وسائل الشيعة ١٣ / ٣٠٤ ، ب٦ من أحكام الوقوف والصدقات ، ح٤ ، ٦ ، ١٠ ، الاستبصار٤ / ٩٨ والتهذيب ٩ / ١٣١ ـ ١٣٢ ، وانظر : ملحقات العروة الوثقى ٦ / ١٨٤كتاب الوقف.
(٣) الحدائق الناضرة ٣٣ / ١٢٨.
(٤) وسائل الشيعة ، كتاب الوقوف والصدقات : ١٩ / ١٧٢ ـ ١٧٣ ـ ١٧٥ مع اختلاف يسير ، وانظر : مسند أحمد ٢ / ٣٧٢ ، وصحيح مسلم ٣ / ١٢٥٥ ، كتاب الوصية ، رقم ٦٣ ، وسنن أبي داوود ٣ / ١١٧ وغيرها ، وفي شرح أصول الكافي للمازندراني ٦ / ١٣٧ذكر لفظ (المرء) بدل (المؤمن) وذكر (المسلم) بدل (المؤمن) أيضاً.