المطبوعة والمخطوطة ، ولكنّنا سنتحدّث ـ ولو بإيجاز ـ عن موضوع (صندوق اليعقوبي) المعروف في الأوساط العلمية والتاريخية والأدبية في داخل العراق وخارجه والحافل بالمخطوطات النفيسة والآثار النادرة ، ليتعرّف عليه الجيل الجديد من الكتّاب والأدباء والباحثين ، كما تعرّف عليه الجيل الذي عاصره.
وتعود قصّة معرفة الأوساط العلمية والأدبية بـ : (صندوق اليعقوبي) إلى عام ١٩٣٨م ، فقد ذكر الأستاذ الكبير جعفر الخليلي في الجزء الثاني من كتابه هكذا عرفتهم عند حديثه عن معرفته بالشيخ اليعقوبي : أنّ الأستاذ توفيق الفكيكي صاحب كتاب الراعي والرعية قال : عندما كنت حاكماً في كربلاء سمعت كثيراً عن نوادر الخزانة اليعقوبية لصاحبها الأستاذ الكبير والشاعر المطبوع الشيخ محمّد علي اليعقوبي ، وبما في (صندوقه) من النفائس الأدبية ، وأكثرها خطّية قديمة وحديثة ، ودفعني حبّ الإطّلاع أن أنزل عليه ضيفاً ، وبعد التماس كثير أطلعني على ذخائر صندوقه ، فرأيت من الواجب في حينه التنويه عن تلك الآثار النادرة.
وأضاف الأستاذ الخليلي قائلاً :
وكان الفكيكي الصديق الوحيد الذي مكّنه اليعقوبي من الاطلاع بنفسه على ما كان يكتنز ويدّخر من نصوص ووثائق تاريخية وأدبية ودواوين شعرية ، انحصر وجودها عند اليعقوبي ، وكان الفكيكي يحثّه على التفرّغ لإخراج هذه الكنوز ونشرها ولو بمقالات يكتبها في الصحف.