فكلّمني الفكيكي في أن يكتب شيئاً في جريدتي الهاتف عن (صندوق اليعقوبي) ، ويكشف غطاءه ، لعلّ في ذلك شيئاً من الحافز الذي يحمله على إخراج بعض ذخائره ونشرها في مقالات إذا لم يتسنّ له إخراجها في كتب.
وأردف الأستاذ الخليلي قائلاً :
وكثرت التعليقات حول (الصندوق) في الهاتف وحكم الشيخ جعفر النقدي (وكان أديباً وقاضياً في حينه) بوجوب فتح الصندوق ، ونشر مافيه على الملأ ، وقد أفاد قرّاءه الأدباء بنشر تلك المقالات والتعليقات والدعابات ، وكان منها تعليق شعري لليعقوبي نفسه عن الفكيكي ، وعن دعوته لكسر صندوقه فقال :
قالوا أذاع الذي ما زلت تخبؤه |
|
(توفيق) قلت لهم من حسن توفيقي |
وجاء يبحث عن (صندوق) مكتبتي |
|
وإن في الصدر عندي ألف صندوق |
وقد صدق اليعقوبي ـ والقول للخليلي ـ فإنَّ في صدره ألف صندوق ، ومنذ ذلك اليوم انكشف غطاء الصندوق ، وطلع اليعقوبي على قرّاء الهاتف بعدد من المقالات عن بعض الشعراء الذين أغفل ذكرهم التاريخ ، والذين لم يستطع أحد أن يعرفهم لولا اليعقوبي ، الذي انحصرت عنده وحده أخبارهم وآثارهم.