والدمية ، والعصمة لله وحده والإنسان معرَّض للنسيان.
ـ ١٤ ـ
وفي كتاب الأعلام للباحث الكبير المحقّق خير الدين الزركلي (ج٧ ص٣٦) ترجم للشاعر محمّد الصبحي (المعَّاز) وذكر أنّه تولّى وظائف في الحجاز والمكلاّ واليمن وتخرّج عليه كثير من معلّمي المدارس بحضر موت واستقرّ في عدن مديراً لمدرسة فيها فأدركته منيّته عام (١٣٥٤هـ) إلى أن قال : «قرأت له أبياتاً تدلّ على شاعرية قوية منها في حسن الإغضاء :
دع المرء مطويّاً على ما ذممته |
|
ولا تنبش الداء العضال فتندما |
إذا العضو لم يؤلمك إلاّ قطعته |
|
على مضض لم تبق لحماً ولا دما |
نقلاً عن جريدة البلاغ المصرية عام (١٣٥٥هـ) وقد جاءت في البيت الأوّل جملة (ولا تنبش) محرَّفة وصوابها (ولا تنشر) وأراد بها الشاعرمقابلة الطي من قوله (دع المرء مطوياً) وهو من أنواع البديع».
وممّا يؤسف له غفلة الأستاذ الزركلي عمّا جاء في جريدة البلاغ التي نقل عنها من الخطأ والغلط ، فأنّى لشعراء حضرموت والمكلاّ بهذا النمط والأسلوب من الشعر الرصين الذي تنبثق منه الحكمة وتطغى عليه الروعة ، وكيف لا يكون كذلك وهو من نظم أشعر الطالبيّين الشريف الرضي ، فإنّ البيتين من مقطوعة له مثبتة بديوانه المتداول بأيدي الناس قبل المعّاز وصاحب البلاغ بنحو ألف عام عددها (١٤) بيتاً أوّلها :