مقـدّمة التحقيـق
بسم الله الرحمن الرحیم
والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين أبي القاسم محمّد ، وعلى آله الطيّبين الطاهرين ، وعلى أصحابهم الغرّ المنتجبين ، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين ، وبعد :
منذ أن ظهر شرب التتن والدخان في مطلع القرن الحادي عشر الهجري وشاع في البلاد الإسلامية ، افترقت مواقف الناس فيه بين مدّ وجزر ، واختلفت آراءُ الفقهاء إلى ثلاثة آراء ؛ فمنهم من رأى حرمته وأنكر أشدّ الإنكار على شاربه ، ومنهم من رأى إباحة شربه وحلّله وتجاهر بشربه ، والرأي الثالث توسّط الرأيين بتجنّبه كراهة له ؛ ولأنّهـ في رأيهِـ عادة قبيحة.
وقد صنّفت رسائل كثيرة في بيان حكم شرب التتن ، وموقف الشريعة الإسلامية منه منذ انتشاره وحتّى يومنا هذا ، وبإلقاءِ نظرة فاحصة على بعض معاجم فهارس الكتب ككتاب هدية العارفين أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين ، وكتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، وكتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة وغيرها ، تجد مدى اهتمام فقهاء المسلمين