بهذا الموضوع ، إثباتاً أو نفياً ، تحليلاً أو تحريماً.
والمصنّف السيّد الشهرستاني قدسسره ليس بِدْعاً في الخوض بهذا الموضوع ، فهو الكاتب الموسوعي الذي جالَ قلمه وفكره في الكثير من العلوم والمعارف ، وسطّر العديد من المصنّفات والرسائل التي بلغت العشرات على ما رُقم في صفحات مَنْ ترجم سيرته العطرة.
ومن تصانيفه المعروفة هذه الرسالة الدخانية الموسومة تحفة الإخوان في حكم شرب الدخان والذي دفعه إلى تصنيفها وحثّه على تأليفها وجوب نصح المؤمن لأخيه لمّا رأى من شياع شرب الدخان وانتشاره بين سائر طلاّب الكمال فضلاً عن عامّة الناس.
وقَدَّر الله تعالى لِي قبل عقد من الزمن أن أُسطّر بحثاً فقهياً عن حكم الدخان في نهار شهر رمضان ومن خلال تتبّعي للرسائل المرسومة في هذا الباب علمت أنّ للسيّد الشهرستاني رسالة في الدخان ، ولكن لم أوفّق لمشاهدتها والاطّلاع على مضمونها في تلك الظروف العصيبة.
واليوم حيث تقيم جامعة الكوفة مؤتمرها التكريمي للسيّد هبة الدين الشهرستاني قدسسره (١) مع جمع تراثه وتحقيق ما يمكن إخراجه إلى النور ممّا رشح من يراعه الكريم وفاضَ بهِ ذهنهُ المتوقّد ، ولحسن ظنّهم بي التمسوا
__________________
(١) تحت شعار (السيّد هبة الدين الحسيني الشهرستاني مسيرة اجتهاد وسيرة جهاد) للمدّة من (٣١ آذار إلى ١ نيسان / ٢٠١٠م) برعاية جامعة الكوفة/ مركز دراسات الكوفة ، والجامعة العالمية للعلوم الإسلاميةـ لندن.