وكان قدسسره قبل رحلته قد أصدر مجلّة العلم في النجف الأشرف وهي أوّل مجلّة عربية ظهرت فيها ، وقد نحا فيها مَنْحىً إصلاحيّاً لم يألفه الناس من قبل ، وهاجم بعض التقاليد الطارئة على أذهان المتديّنين ، وككلّ مصلح يتصدّى لنشر آرائه فقد لاقى مقاومة وعنتاً شديدين.
واتّصلت بعض أفكاره بالأقطار الإسلامية خارج العراق فكان لها نفس الصدى.
وثارت بينه وبين السيّد عبد الحسين شرف الدين معركة قلمية عنيفة على صفحات مجلّة العرفان.
وكان من أقطاب الحركة الدستورية في العراق وإيران منذ عام ١٣٢٤ـ ١٣٣٠هـ ، وبعد عودته من رحلته كانت طلائع الحرب العالمية الأولى قد أطلّت ، ولمّا هاجم الإنكليز العراق كان ممّن خرج لقتالهم مع من خرج من العلماء فكان في جبهة الشعيبة ، وقد دوّن ذكرياته عن تلك الحوادث في رسالة سمّاها الخيبة في الشعيبة.
ثمّ انتقل إلى سكن مدينة الكاظمية المقدّسة ، وبعد الاحتلال الانكليزي للعراق كان أحد رجال الثورة العراقية الكبرى التي اندلعت عليهم عام ١٩٢٠م. فاعتقل وَحُكِمَ عليهِ بالإعدام ، ثمّ شمله العفو العام.
ولمّا قام الحكم الملكي في العراق ـ إثر تولية فيصل بن الحسين مَلِكاً على العراق ـ اختير وزيراً للمعارف العراقية في أوّل وزارة ألّفت في عهده ، ثمّ استقال منها فاستقالت الوزارة كلّها ، وعاد إلى كربلاء.