بسم الله الرحمن الرحیم
تحفة الإخوان في حكم شرب الدخان
الحمد لله الذي فضّلنا على كثير من خلقه بترك الشبهات ، فضلاً عن المحرّمات ، ووفّقنا بالاحتياط الذي هو سبيل النجاة (١) ، وأعاننا على سلطان الهوى بالارتداع عن الشهوات ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمّد المحيي للسنن والماحي للبدع والمحدثات ، وعلى آله المعصومين ما دامت الأرضين والسماوات ، وبعد :
فيقول العبد الجاني والرقّ الفاني هبة الدين محمّد علي بن حسين الشهرستاني أحسن الله حاله وسدّد مقاله : إنّي لمّا رأيت شرب الدخان قد شاع في هذا الزمان ، حتّى اعتكفت عليه نفوس الأفاضل والأعيان ، فضلاً عن النساء والصبيان ، إلا المتسلّط على هواه ، الحافظ لدينه ودنياه ، فأسرفوا في ثمنه الأموال واتلفوا في الابتلاء آية النفوس والأحوال ، وصرفوا في الاشتغال به نفائس الفرص والأعمار ، فألهاهم عن ذكر ربّهم في آناء الليل وأطراف النهار.
هذا وكم شاهدت في الناس من المحتاطين ، بل ومن سائر طلاّب
__________________
(١) في الأصل النجات والصحيح ما أثبتناه.