الكمال والمتخلّقين ، مَنْ يجتنب ما هو أقلّ ضرراً وفساداً ، ويترك من العادات ما هو أشدّ منه ألفة واعتياداً ، وليس تقاعده عن ترك هذا البلاء إلاّ من الغفلة عن معايبه ، والتعامي عن مفاسد عواقبه ، فحثّني وجوب نصح المؤمن لأخيه (١) ، على إظهار ما فيه ، وإشاعة شناعته ومساويه ، وبعثني داعي الحقّ إلى استفراغ الطاقة وبذل الجهد الشديد ، فرسمت ما ارتسم في الخاطر من الرأي السديد (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (٢).
ووسمت ما رسمت بـ : تحفة الأخوان في حكم شرب الدخان راجياً من الله أن يجعلها خالصة لوجهه الباقي ، نافعة لِي حين بلوغ روحي التراقي ، وملتمساً من الناظرين أن يروها بعين الإنصاف ، عسى أن يحفظ الله بها أموالهم وأحوالهم من التلف والإتلاف.
__________________
(١) أنظر كتاب الكافي ـ الشيخ الكليني ـ ج ٢ ـ ص ٢٠٨ ما رواه عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عمر بن أبان عن عيسى ابن أبي منصور ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يجب للمؤمن على المؤمن أن يناصحه.
(٢) سورة ق : ٣٧.