ورابع : الصافّات ، وص ، والزمر ، وغافر ، وفصّلت ، والشورى ، والزخرف ، والدخان ، والجاثية ، والأحقاف ، والجنّ ، ونوح.
وقد يكون فيما أخرجه أبي داود وابن ماجة عن أُوس بن حذيفة إِشارة إلى أنّ فكرة تأليف القرآن على أحزاب جاءت من خلال أمثال هذه الرواية ، ... «فقال : كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسلموا من ثقيف من بني مالك ، أنزلنا في قبّة له ، فكان يختلف إلينا بين بيوته وبين المسجد ، فإذا صلّى العشاء الآخرة انصرف إلينا ولا نبرح حتّى يحدّثنا ويشتكي قريشاً ويشتكي أهل مكّة ثمّ يقول : لا سواء ، كنّا بمكّة مستذلّين ومستضعفين فلمّا خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب علينا ولنا ، فمكث عنّا ليلة ثمّ لم يأتنا حتّى طال ذلك علينا بعد العشاء ، قال : قلنا : ما أمكثك عنّا يا رسول الله؟ قال : طرأَ عليّ حزب من القرآن ، فأَردت أَن لا أخرج حتّى أَقضيه ، قال : فسألنا أصحاب رسول الله حين أصبحنا؟ قال : قلنا : كيف تحزّبون القرآن؟ قالوا : نحزّبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة سورة وثلاث عشرة سورة»(١).
فكما أنّ السورة أو الآية تسمّى قرآناً في بعض الروايات فلا يستبعد أن يسمّى الحزب مصحفاً أيضاً.
وأنّ رسول الله حينما حبَّذ القراءة في المصاحف كان يعني تلك
__________________
(١) سنن أبي داود ٢ / ٥٥ / ١٣٩٣ ، الباب ٣٢٧ ، تحزيب القرآن ، وسنن ابن ماجة ١ / ٤٢٧ /١٣٤٥ ، الباب ٧٨ في كم يستحبّ أن يختم القرآن مسند أحمد ٤ / ٩ / ١٦٢١١ ، حديث أوس بن أبي أوس الثقفي.