حال مجاري الأرواح والرطوبات التي أضيق منها كثيراً ، ومن له أدنى معرفة في هذا الفنّ يظهر له المخالفة والمتضادّة التامّة بينهما.
وإذا ثبت ذلك فالأولى أن لا يستعمله أحد ، وإن كان له نفع ما في تحليل الرطوبات الباردة الرقيقة ، لكن ضرره من حيث اضمحلال الروح والقوى فيما تحت هذا الدخان كثير جدّاً ...
إلى أن قال : فإن قيل إنّ التجربة تشهد بعدم إضراره.
قلت : لا نسلّم ، ولو سلّم ، فإنّ التجربة لا تحصل في بدن واحد أو اثنين أوأكثر.
ولو سلّم ، فلا نسلّم مقاومتها للبراهين العقلية اليقينية ، فتدبّر(١). انتهى»(٢).
وهذا الرجل من المهرة وأهل الخبرة وكلامه حجّة مع أنّ التجربة تعاضده.
ولو رجع المُنصف إلى المتولّعين بشربه لوجدهم يشكون من أضراره ، وينادون بإنكاره ، وكلامهم أولى بالقبول من كلام الحكماء الفحول ، وتراهم يضجّون من ألمه ، بل يلعنون من عوّدهم به ، إلاّ أنّ العادة وضعف نفوسهم وقلّة مبالاتهم حبستهم عن الترك ، وهم غالباً ينهون عنه من لم يتعوّد به عند النصح والشفقة وذلك أقوى شاهد.
على أنّ عامّة(٣) ...
__________________
(١) روضات الجنّات ٤/٣٧٠ـ ٣٧١ ، حيث قال مصنّفه : ثمّ إنّي وجدت بخطّ هذا المترجم (أي السمناني) فائدة أخرى على ظهر تلك الترجمة وهي أنّه قال : ...
(٢) وأضاف الخونساري في روضات الجنّات ٤/٣٧١ : قال في الرياض بعد نقله لكلام هذا الفاضل : إلى هنا تمّ الاستدلال على بطلان ما ذكره طبّاً وشرعاً وعقلاً.
(٣) إلى هنا انتهت مصوّرة المخطوطة التي تحت يَدِنا بتعقيبة (أنّ عامّة) ، وقد سألنا أحفاده فجاء الجواب إنّ هذه تمام الأوراق الموجودة من المخطوطة.