فتراهم لايذكرون الإمام عليّاً ـ عناداً ـ في ضِمْنِ الجامعين للقرآن الحكيم ، مع أنّه هو عِدْلُ القرآن ، والأَولى بمعرفة ناسخه ومنسوخه من غيره من الصحابة ، وهذا واضح لمن راجع روايات تدوين القرآن وجمعه في كتب الجمهور.
وفي المقابل تراهم يذكرون المتأخّرين صحبةً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ضمن جامعي القرآن الكريم ، تاركين اسم أوّل القوم إسلاماً.
فلو عدّوا الخلفاء الثلاثة من الجامعين للذكر الحكيم ، فالإمام عليٌّ عليهالسلام هوالأَوْلى بأن يكون منهم أيضاً ، مع غضّ النظر عن سابقته في الإسلام وقربه للنبيّ (صلى الله عليه وآله) وجهاده على تنزيل الكتاب وتأويله ، فإنّه كان يسمع رنّة الشيطان حين نزول الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقد سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن تلك الرنّة ، فقال (صلى الله عليه وآله) : هذا الشيطان آيس من عبادتي ، إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلاّ أنّك لست بنبي.
كلّ ذلك مع وجود الفارق بين الجَمْعَين.
فالخلفاء الثلاثة آمِرُوْنَ بجمع ما كان مدوّناً مفرّقاً عند الصحابة لا مباشرون له ، بينما كان الإمام عليٌّ عليهالسلام مباشراً لتدوينه كلّه وجمعه بنفسه الكريمة.
وللشيخ محمود أبورية كلام مُوَجَّهٌ بهذا الصدد نذكره بتمامه ، قال تحت عنوان (غريبةٌ توجب الحَيْرَة) :
«من أغرب الأمور ، وممّا يدعو إلى الحَيْرَة أنّهم لم يذكروا اسم