في آية إلاّ وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار ، أم في سهل أم في جبل»(١).
فعليّ ابن أبي طالب عليهالسلام ـ وكما قلنا ـ كان الحريّ بجمع القرآن ؛ لأنّه كاتب الوحي ووصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأمين الله في أرضه ، وآخر الناس عهداً برسول الله (صلى الله عليه وآله) ، في حين نراهم يؤكّدون على زيد بن ثابت ويعتبرونه الشخص الوحيد الذي شهد العرضة الأخيرة ، والوحيد الذي شارك في جمع القرآن على عهد الثلاثة ، كما أنّهم يقولون عن معاوية أنّه خال المؤمنين وكاتب الوحي!! وقد ردّ الإمام الباقر عليهالسلام كلّ هذه المزاعم بقوله : «ما ادّعى أحدمن الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما أنُزل إلاّ كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما نزّله الله تعالى إلاّ عليّ بن أبي طالب والأئمّة من بعده عليهمالسلام».
وعنه عليهالسلام : «ما يستطيع أحد أنّ يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلّه ظاهره وباطنه غير الأوصياء»(٢).
نعم إنّهم لا يعجبهم أن يأتوا باسم الإمام علي عليهالسلام ضمن جامعي القرآن ، مع وقوفهم على مكانته وأولويّته فإنّهم لو أرادوا أن يأتوا باسمه ضمن جامعي القرآن لقالوا عنه بأنّه جمع القرآن عن حفظ لا عن تدوين وكتابة.
وما علينا إلاّ أن نقول : لك الله ما أنصفوك في شيء يا عليّ.
__________________
(١) الاستيعاب ٢/ ٤٦٣ ترجمة الإمام ، تاريخ ابن عساكر ٣/ ٢٢ ، الاصابة ٤/ ٢٦٩ ، أنساب الأشراف ٢/ ٩٩.
(٢) أُصول الكافي ١/٢٢٨.