عن كتابته مع تفسيره وتأويله ، فمن كان هذا حاله فلا داعي لأنْ يجلس في بيته ويجمع القرآن من صدره ثانية.
وسؤالنا هو : لمن يجمع القرآن من صدره ، هل لأمّته وهم يتلون الكتاب ويعرفونه أم لنفسه ولا داعي له؟!.
بل كيف ينسبون إلى الإمام عليّ عليهالسلام جمعه عن ظهر قلبه في الزمن المتأخّر وخليفتهم ينهى عن كتابة القرآن عن ظهر القلب؟!
فقد أخرج السجستاني في كتابه المصاحف بسنده عن قيس بن مروان أنّه : «جاء إلى عمر وهو بعرفة ، فقال : يا أميرالمؤمنين جئتك من الكوفة وتركت بها رجلاً يملي المصاحف عن ظهر قلبه ، قال : فغضب عمر وانتفخ حتّى كاد أن تملأ ما بين شُعْبَتَي الرجل قال : من هو ، ويحك؟ قال : هو عبدالله بن مسعود ...»(١).
فلو كان هذا حال عمر مع من يكتب القرآن عن ظهر قلبه ، فكيف يَرْتَضُوْنه بالنسبة إلى الإمام عليّ عليهالسلام مع أنّه فعل كان لا يرتضيه خليفتهم عمر ابن الخطّاب؟!
فلو كان الحفظ بمعنى التدوين والتأليف عند الخلفاء الثلاثة ، فليكن كذلك عند الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام أيضاً. فلماذا يقبلون ذلك للخلفاء ولايرتضون هذا لعليّ عليهالسلام ويكيلون الأمور بمكيالين؟!
ألم يكن الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام من الحَفَظَة والكَتَبَة والقُرَّاء
__________________
(١) المصاحف ٢/٥١٠/ح ٤١٢.