ليّن الحديث ، وإنّما رووا (حتّى أجمع القرآن) ، يعني أُتِمّ حفظه ، فإنّه يقال للذي يحفظ القرآن : قَدْ جَمَعَ القرآن»(١).
وما قاله السجستاني من كون الأشعث (ليّن الحديث) لا يقبله كثير من الرجاليّين ، ولو راجعت تهذيب الكمال(٢) لوقفت على أسماء رجاليّين يوثّقونه أو يحسّنونه أمثال يحيى بن مَعِيْن والعجلي وابن شاهين(٣) والبزّار ، هذا أوّلاً.
وثانياً : إنّ ما قاله السجستاني : (لم يذكر المصحف أحد إلاّ أشعث) غير صحيح ، إذ ورد ذكر (المصحف) في روايات أُخرى ، أي أنّ لخبر الأشعث شاهداً صحيحاً من الأخبار الأُخرى.
وثالثاً : إنّ جملة (حتّى يجمع القرآن في مصحف) أدلّ دليل على كون الجمع هو جمع تدوين لا جمع حفظ ، لجمعه القرآن في مصحف بين الدفّتين.
أمّا ما قالوه عن الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام بأنّه جلس في بيته كي يجمع القرآن من صدره فهو باطِلٌ أَيْضاً ؛ لأنّه ليست به حاجة إلى ذلك لاختصاصه بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) وخُلُوِّه به في الليل والنهار وكتابة القرآن عنه فضلاً
__________________
(١) انظر المصاحف للسجستاني ١ : ١٦٩/ح ٣١ ، وقد تابع السجستاني في التشكيك فيورود كلمة المصحف كلّ من ابن كثير في تفسيره ٥/٥٨٥ ، وابن حجر في فتح الباري ٩/١٠كتاب الفضائل باب ٣ ، والعيني في عمدة القارئ ٢٠/١٧ ، تحفة الأحوذي ٨/٤٠٧ ، مرقاة المفاتيح ٥/١٠٤.
(٢) تهذيب الكمال ٣/٢٦٩.
(٣) تاريخ أسماء الثقات : ٣٦ / ت ٧٠.