عن خارجة بن زيد ، قال : كان عمر كثيراً ما يستخلف زيد بن ثابت إذا خرج إلى شيء من الأسفار ، وقلّما رجع من سفر إلاّ أقطع زيداً حديقة من نخل!»(١).
لا أدري هل يقبل الباحث الموضوعي بما قالوه عن زيد وأنّه اختير لهذا العمل دون غيره من الصحابة ؛ لأنّه شابٌّ ، فهو أقدر على العمل منهم ، وهولشبابه أقلّ تعصّباً لرأيه واعتزازاً بعلمه ، بل شبابه يدعوه إلى الاستماع لكبار الصحابة من القرّاء والحفّاظ والأخذ عنهم دون إيثار لما حفظه هو (٢).
أترك القارئ لكي يستنبط بنفسه صحّة هذا الكلام وسقمه وعمّن يجب أن يأخذ الإنسان في قراءته ، هل يأخذ عمّن هو أكثر اعتزازاً بعلمه وتعصّباً لرأيه؟ أم يأخذ ممّن يتأثّر برأي غيره ويستسلم لمن يملي عليه؟.
هذه الأمور يجب أن تبحث في تاريخ جمع القرآن ، مؤكّدين بأنّ عملية الجمع على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم تنتهي على عهده وبقيت تحتاج إلى من يستكلمها ، وهو الذي ألزم الإمام علي عليهالسلام أن يكملها بوصيّة من الرسول (صلى الله عليه وآله).
للبحث صلة ...
__________________
(١) تاريخ المدينة ٢/٦٩٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢/٤٣٨.
(٢) هذا ما نقله الدكتور شاهين في تاريخ القرآن : ١٤٤ عن الدكتور هيكل وهو منقول عن غيره أيضاً.