فقال : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان من المهاجرين ، وإنّما الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره ، كما كنّا أنصار رسول الله (صلى الله عليه وآله)!
فقام أبوبكر ، فقال : جزاكم الله خيراً من حيّ يا معشر الأنصار وثبّت قائلكم ، ثمّ قال : والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم»(١).
وفي السيرة النبوية لابن كثير : « ... أنّ زيد بن ثابت أخذ بيد أبي بكر فقال : هذا صاحبكم فبايعوه»(٢).
فقد تكون هذه الخطبة من قبل زيد في مدح أبي بكر هي التي جعلته كاتباً لدار الخلافة(٣) والقاضي عنده ومقسّم مواريث المسلمين(٤).
كما أنّها وأمثالها هي التي سبّبت أن يكون قاضياً في عهد عمر بن الخطّاب وممّن يستخلفه عمر على المدينة ، وقد قدّم عمر بن الخطّاب اسم زيد على اسمه ، تعظيماً له.
ففي سير أعلام النبلاء عن يعقوب بن عتبة : «أنّ عمر استخلف زيداً ، وكتب إليه من الشام : إلى زيد بن ثابت ، من عمر(٥).
وفي تاريخ المدينة عن نافع : «أنّ عمر استعمل زيداً على القضاء ، وفرض له رزقاً ...
__________________
(١) مسند أحمد ٥/١٨٥.
(٢) السيرة النبوية ٤/٤٩٤.
(٣) أسد الغابة ١/٥٠.
(٤) المجموع للنووي ١٦/٦٨.
(٥) سير أعلام النبلاء ٢/٤٣٨.