وعُرف عن أهل بيت النبوّة أنّهم كانوا يقرؤون بقراءة أُبيّ(١) ، فما يعني هذا الإجحاف والإهمال لقراءة أمثال هؤلاء الصحابة وفي المقابل ترى ترجيح قراءة أمثال زيد عليهم؟!.
وقد يكون في تأكيد ابن مسعود على يهودية زيد إشارات إلى هذا الأمر؟وقد لا يعني شيئاً من هذا القبيل.
وهل اليهودية كانت ذمّاً للصحابي في صدر الإسلام؟ أم أنّها كانت بيان لحالة رائجة بين المسلمين ، لأنّ ما من مسلم في صدر الإسلام إلاّ وقد كان يهودياً أو نصرانياً أو مجوسيّاً أو مشركاً ، أتركه للقارىء.
روي عن عمرة بنت عبدالرحمن «أنّ أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها ، فقال أبوبكر : ارقيها بكتاب الله»(٢).
فما يعني هذا النصّ وهذا الخطاب من ابن مسعود في زيد؟ هل لكونه وصوليّاً وحكوميّاً أم لشيء آخر؟!
ففي مسند أحمد عن أبي سعيد الخدري ، قال : «لمّا توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام خطباء الأنصار فجعل منهم من يقول : يا معشر المهاجرين إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منّا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منّا.
قال : فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك ، قال : فقام زيد بن ثابت ،
__________________
(١) انظر الكافي ٢/٦٣٤/ح ٢٧ ، وسائل الشيعة ٦/١٦٣/ح ٧٦٣٣.
(٢) موطأ مالك ٢/٩٤٣ ، الأم للشافعي ٧/٢٤١ ، المجموع للنووي ٩/٦٤.