و (اللِّخاف) و (جريد النخل) بأمر أبي بكر أو عمر أو عثمان ، ولا نرى اسماً لغيره من الصحابة! فما يعني اختصاصهم جمع القرآن بـ : (زيد) دون غيره ؛ في خلافة الثلاثة؟
فمن هو زيد بن ثابت؟ وما دوره في بدء الدعوة ثمّ من بعدها؟ ولماذا هذا الإصرار من قبل الشيخين وعثمان على الأخذ بقراءته وترك قراءة كبار الصحابة أمثال ابن مسعود وأُبَيّ بن كعب وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام المنصوصِ على لزوم احترامهم والأخذ عنهم ، وخصوصاً في القرآن؟.
فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «اقرؤوا بقراءة ابن أُمّ عبد عبدالله بن مسعود»(١) ، كما اشتهر عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه أمر بالقراءة على وِفْقِ ما يقرؤه أُبيّ بن كعب كما في البخاري(٢) ، ولقّب أُبي بسيّد القرّاء(٣) ، وقال عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «أَقْرَؤُكُمْ أُبيّ»(٤).
__________________
(١) الأحاديث المختارة ١/٩٢/ح ١٣ ، و١/٣٨٤/ح ٢٦٨ ، سنن ابن ماجة ١/٤٩ / ح١٣٨.
(٢) في البخاري ٤/١٨٩٧/ح ٤٦٧٧ أنّ النبيّ قال لاُبيّ بن كعب : «إنّ الله أمرني أن أقرئك القرآن ، قال : الله سمّاني لك؟ قال (صلى الله عليه وآله) : نعم ، قال : وقد ذكرت عند ربّ العالمين؟قال : نعم ، فذرفت عيناه».
وفي البخاري ومسلم والترمذي عن أنس بن مالك قال : «قال النبيّ لاُبيّ : إنّ الله أمرني أن أقرأعليك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال : وسمّاني؟ ، قال : نعم ، فبكى» ، انظر صحيح البخاري٤ /١٨٩٦/ح ٤٦٧٦ ، صحيح مسلم ١/٥٥٠/ح ٧٩٩ ، و٤/١٩١٥ ، سنن الترمذي ٥/٦٦٥/ح ٣٧٩٢.
(٣) سنن بن ماجة ١/٥١٢/ح ١٦٠٦ ، سنن الترمذي ٣/٣٧٥/ح ١٠٦١.
(٤) فتح الباري ٢/١٧١ ، تحفة الأحوذي ١٠/٢٠٥.