وهل حقّاً كان عملهم هذا للتثبّت والاطمئنان بصحّة كلام الصحابي في آيات القرآن أم كان شيئاً آخر؟
فلو كان الصحابي كاذباً ، كان بإمكانه أن يأتي بشاهد آخر يعينه على كذبه؟!
ولو قلنا بالتفسير المتأخّر للشاهدين والذي أتى به ابن حجر ، فيأتي سؤالنا : إذا كان مكتوباً من قبل صحابي مقبول كأُبيّ وابن مسعود والناس يقرؤون بتلك القراءة ، فما يعني تطابق المكتوب مع المحفوظ!
برأيي أنّ الأمر يرجع إلى وجود منهجين في القرآن بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
أحدهما : يقول بتواتر آياته وأنّ العلم به كالعلم بالبلدان والحوادث والوقائع العظام وأنّه يجري مجرى ما علم بالضرورة ككتاب سيبويه والمزني ، فلو أدخل شخص باباً في كتاب سيبويه لعرف وميّز وعلم أنّه ليس من أصل الكتاب.
والآخر : يطلب آيات القرآن بالبيّنة والشهود.
فالمنهج الأوّل انتهجه غالب الصحابة وهو منهج الإمام عليّ عليهالسلام وأهل بيته عليهمالسلام وعلمائهم.
والمنهج الثاني هو منهج الخلفاء وهؤلاء هم الذين استعانوا بزيد بن ثابت وأمثاله لتدوين القرآن في خلافتهم!!
أجل إنّهم يقولون بأنّ زيد بن ثابت جمع السُّور من (العُسُب)