القرآن وتدوينه بزيد بن ثابت وابنه خارجة؟!.
بل ماذا يعني وجود كَتَبَة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يكتبون الوحي عنه؟ ألا يعني ذلك بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في عمله هادفاً ، وأنّه أراد أن يصون فكر أمّته من بعده ، وقد جمع تلك الآيات بالفعل تدويناً وكتابة كي تكون دستوراً للأجيال القادمة؟!
وعلى ما ادّعوه من جمع عثمان للمصاحف لاحقاً يكون عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ترتيب الآيات والسور لغواً والعياذ بالله.
من الطبيعي أن لا يقول مسلم ـ يؤمن بالله ورسوله ـ بالقول الثاني ؛ لأنّه لا يتّفق مع إسلامه وإيمانه.
وعليه ، فكتابة المصحف كانت موجودة على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجاءت مقصودة من قبله (صلى الله عليه وآله) (١).
فلو كان مكتوباً ومدوّناً وموجوداً في بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فلماذا لا يكلّفون أنفسهم السؤال عن ذلك المصحف المكتوب بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ وأين ذهب؟ وبيد مَنْ وقع؟
ولو كان مكتوباً ومدوّناً ـ وإنّ الجمع لا يعني جمعه في الصدور بل هو الجمع في السطور ـ فلماذا يطلبون شاهدين على كون الآيات قد كتبت بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ويجلسون على باب المسجد مستفسرين الصحابة عن ما حفظوه من الذكر الحكيم؟!
__________________
(١) ولا يصحّ ما أشاعوه لاحقاً بأنّه (صلى الله عليه وآله) ترك تدوين كتاب ربّه.